أيام سوداء على سماسرة السيارات
أخلطت تقلبات الأسعار وتخفيضات الوكلاء حسابات سماسرة السيارات رأسا على عقب، فالذي كان منهم يربح 30 مليونا في السيارة الواحدة بات يخسر ضعف المبلغ في نفس المركبة، بعدما شهدت الأسعار تراجعا غير مسبوق بسبب إعلان العديد من الوكلاء على غرار كيا الجزائر ومجمع سوفاك عن تخفيضات مغرية تراوحت بين 40 و50 مليونا ..
أيام سوداء يعيشها سماسرة السيارات الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى ضحايا تخفيضات الأسعار، التي أعلن عنها وكلاء السيارات، ما أدى إلى زلزال في أسواق السيارات المستعملة التي تراجعت أسعارها ما بين 30 و60 مليونا، ما أدى إلى شلل تام في هذه الأسواق بسبب طمع الزبائن باستمرار تراجع الأسعار واشتراط الباعة أسعارا خيالية تجاوزها الزمن وباتت مفضوحة، وبين كل هذا يتواجد سماسرة السيارات في وضعية لا يحسدون عليها، فمنهم من اشترى أزيد من 40 سيارة جديدة بغرض إعادة بيعها فتفاجأ بتراجع الأسعار وعجز حتى عن بيعها بثمنها الأصلي، بسبب حملات المقاطعة الشعبية التي دعا إليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدورهم اعترف وكلاء السيارات بتراجع الطلبات على السيارات الجديدة، بسبب تقلبات الأسعار ورواج حملات المقاطعة وتخوفات السماسرة من ركود البيع، خاصة أن النسبة الكبرى من طلبات المركبات الجديدة كان يستحوذ عليها السماسرة بنسبة 80 بالمائة وهو ما أكده لـ”الشروق” مصدر من مجمع رونو الجزائر والأمر كذلك شهدته مؤسسة كيا الجزائر التي استقبلت خلال الأيام الماضية عددا كبيرا من “السماسرية” الذين طالبوا بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء تراجع الأسعار بمستويات قياسية، غير أن شركة كيا الجزائر قررت تعويض الزبائن الذين اشتروا سياراتها في الفترة ما بين جانفي ومارس للسنة الجارية بعام ونصف من الصيانة المجانية، في حين قررت اعتماد الأسعار الجديدة بالنسبة للزبائن الذين أودعوا طلبيات السيارات ولم يستلموها بعد .
والغريب في الأمر أن “السماسرة” الذين ساهموا في ارتفاع أسعار السيارات في السوق السوداء والذين طالتهم العديد من الانتقادات خلال السنوات الماضية، تحولوا إلى “مسخرة” على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لجأ بعض رواد الموقع الأزرق إلى تصوير معاناتهم بالصوت والصورة، بنقل سياراتهم المصطفة على الأرصفة والتي أعرض عنها الزبائن بالإضافة إلى نقل احتجاجهم لدى الوكلاء بسبب التخفيضات الفجائية للأسعار.