هل يجب أن تسخن سيارتك قبل القيادة في الشتاء؟
خلال العقود الماضية، ربما تتذكر والدك عزيزي القارئ وهو يشغل السيارة ويتركها لعدة قائق قبل أن يبدأ بالقيادة وخاصة في الأجواء الباردة حرصاً منه على سلامة المحرك، ولكن اليوم لدينا أخبار جيدة لك، لقد انتهت هذه الأيام، ما لم تكن سيارتك من طراز الثمانينيات، فلا حاجة لترك المحرك دائراً والانتظار هذه الدقائق الثمينة في الصباح قبل الذهاب إلى عمالك.
وللتوضيح أكثر عزيزي القارئ، فإن السيارات في تلك الفترة الزمانية كانت تعتمد على المكربنات (كربوريتر) التي تخلط الهواء والوقود وتوصل الخليط عبر أنبوب إلى المحرك، وإذا كان المكربن بارداً فقد يغير هذا من نسبة الهواء إلى الوقود بالزيادة أو النقصان ما سيؤدي إلى توقف عمل المحرك أو إصدار الكثير من الدخان.
لحسن الحظ فقد بيعت آخر سيارة تعمل بالمكربن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، ما يعني عدم وجود الكثير من السيارات المزودة بمكربنات في السوق، أما السيارات الجديدة فتستخدم نظام حقن الوقود الإلكتروني، ويعتمد هذا النظام على حساسات لتحافظ على النسبة الملائمة بين الوقود والهواء ، ولا تتأثر هذه الحساسات بالجو البارد.
ولكن هذا لا يعني أن تنطلق بالسيارة بمجرد ركوبك فيها أيضاً عزيزي القارئ، فبحسب توجيهات وزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة الأمريكية: » ينصح معظم صانعو السيارات بالقيادة بهدوء بعد 30 ثانية تقريباً من تشغيل السيارة » ، كما يؤكد المركز السعودي لكفاءة الطاقة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بأن إحماء السيارة لمدة تتجاوز ثواني قليلة يعد هدراً للطاقة، كما يؤثر سلباً على العمر الافتراضي للمحرك.
وباختصار عزيزي القارئ، فإن تسخين محرك سيارتك في فصل الشتاء لا يتطلب أكثر من 30 ثانية لأن أجهزة « الحقن الإلكتروني » مزودة بمستشعرات لضبط كميات الوقود والهواء وتتحكم بخلطهما معا لتصل لدرجة حرارة المحرك، وجميع السيارات الحديثة لا تحتاج إلى تسخين قبل قيادتها، لأن محركات السيارات تصل إلى الحرارة المطلوبة بشكل أسرع وأفضل خلال قيادتها، وهو ما يساعد في توفير استهلاك الوقود ويمنح المحرك أداء أفضل.
ما إذا كانت سيارتك قديمة تعمل بمكربن « كربراتير » فتحتاج إلى 60 ثانية فقط قبل الانطلاق بالسيارة حتى يبدأ زيت المحرك في الصعود ليصل إلى درجة حرارة مناسبة .